من هي المقاومة الاسلامية في العراق؟

 تردد اسم "المقاومة الإسلامية في العراق" كثيراً بعد الحرب في غزة

المقاومة الاسلامية في العراق
من هي المقاومة الاسلامية في العراق؟

المقاومة الاسلامية في العراق، برز هذا الاسم مؤخراً خلال الحرب في قطاع غزة، ولا يدل على اسمٍ لفصيل أو جهة محددة واحدة، بل يضم ائتلافاً أو تشكيلاً متعدداً لفصائل مسلحة مدعومة من إيران.

كان لافتاً الظهور المفاجئ للاسم في أكتوبر 2023، عبر قناة "تيلجرام"، ثم تبني "المقاومة الإسلامية في العراق" لسلسلة من العمليات والهجمات ضد أهداف ومصالح أمريكية وإسرائيلية.

بحسب تقارير إعلامية متعددة، فإن المقاومة الاسلامية بالعراق تضم فصائل وتشكيلات مسلحة، أبرزها: عصائب أهل الحق، كتائب سيد الشهداء، كتائب حزب الله العراقي، حركة النجباء، ومجموعة تطلق على نفسها اسم "أنصار الله الأوفياء".

ظهور الاسم لأول مرة

برز مسمى "المقاومة الاسلامية في العراق" بعد عام 2003 للمرة الأولى، وذلك بعد الغزو الأمريكي للعراق، حيث كان في الأساس يضم فصائل مسلحة سنيّة، وأصدرت بيانات وفيديوهات لعمليات ضد قوات الجيش الأمريكي، لكن انتهى الاسم بعد دخول فصائل ومجموعات مسلحة شيعية مدعومة إيرانياً.

في أكتوبر 2023 ومع بدء معركة "طوفان الأقصى" الفلسطينية، عاود الاسم للظهور مجدداً، ويدل على الفصائل المسلحة في العراق والمدعومة إيرانياً.


الهجمات خلال حرب غزة 2023

نفذت مجموعات المقاومة الاسلامية في العراق سلسلة من الهجمات والعمليات ضد أهداف إسرائيلية وأمريكية، ولم يقتصر عملها على العراق فحسب، بل شنّت هجمات من سوريا والعراق ضد أهداف في سوريا وفلسطين المحتلة والجولان.

  • أول هجوم أعلنت عنه المقاومة الاسلامية في العراق كان في 17 أكتوبر 2023، بعد 10 أيام على بدء الحرب على جبهة قطاع غزة.
  • في اليوم الأول نفذت عمليتين بطائرات مسيّرة تجاه قاعدتي "عين الأسد" و"حرير" اللتين تضمان قوات أمريكية في العراق.
  • بعد يومين أعلن الهجوم بطائرات مسيرة مستهدفةً قاعدة "التنف" في سوريا، وعملية إطلاق صواريخ تجاه القاعدة الأمريكية في حقل الغاز "كونيكو" داخل سوريا أيضاً.
  • واصلت المقاومة الاسلامية بالعراق عملياتها ضد القواعد ذاتها وأخرى، مثل: خراب الجير، القرية الخضراء، ثم استهدفت بصواريخ وطائرات مسيّرة أهدافاً إسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، منها: "إيلات"، وحيفا وغيرهما.
  • في نهاية عام 2023 أعلنت عن قصفها هدفين للاحتلال الإسرائيلي داخل العراق والجولان.
  • العملية الأبرز للمقاومة الإسلامية في العراق كانت ضد قاعدة أمريكية تسمى "البرج22" في نهاية يناير عام 2024.

عملية "البرج 22"

أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن مقتل 3 جنود لها وإصابة العشرات في هجومٍ بطائرة مسيّرة على قاعدة "البرج 22" شمال شرق الأردن، في بداية عام 2024.

بعد ساعات، أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق مسؤوليتها عن العملية، وتوعدت أمريكا برد قاسٍ، وقالت إن جماعة مدعومة من إيران هي المسؤولة عن عملية الطائرة المسيّرة، مشيرة في ذات الوقت إلى أنها "لا ترغب في حرب واسعة ضد إيران".

بعد يومين وبشكل مفاجئ، أصدرت "كتائب حزب الله في العراق" بياناً رسمياً وأعلنت فيه وقف العمليات والهجمات على قوات الجيش الأمريكي، "بهدف منع إحراج الحكومة العراقية" وفق تعبير البيان.

وشدّت الكتائب في ذات البيان على أن "إيران لا تعلم كيفية عملها، وفي كثير من الأحيان اعترضت على تصعيد الكتائب ضد الأمريكيين".

رأى مراقبون في سياق تعليقهم على البيان، بأن حزب الله في العراق يريد امتصاص الرد الأمريكي ومحاولة التخفيف منه، ومنع إعطاء أمريكا حجة لاستهداف إيران بشكل مباشر وتخفيض حدة الرد والحيلولة دون عدم اتساعه.

رغم بيان حزب الله العراقي الذي أعلن وقف الهجمات والعمليات، إلا أن القوات الأمريكية شنت هجمات بطائرات مسيرة وبقصفٍ، واغتالت عدداً من قادة الفصائل المسلحة المحسوبة على إيران في العراق، وانتهى بذلك الرد الأمريكي على الحادثة.

توقف الهجمات والمرحلة الثانية

بعد بيان حزب الله العراقي، وعدد من الاغتيالات الأمريكية في العراق، توقفت العمليات باسم "المقاومة الإسلامية في العراق" لأسابيع، وأصبحت على شكل عمليات متفرقة بفترات زمنية متباعدة، ثم عادت العمليات بشكل مفاجئ.

  1. في اليوم الأول من شهر مارس 2024 أعلنت المقاومة الإسلامية في العراق عن إطلاق طائرة مسيّرة تجاه محطة المواد الكيميائية في ميناء حيفا الفلسطينية المحتلة.
  2. بتاريخ 5/3/2024 بدأت المقاومة الإسلامية في العراق باستخدام مصطلح جديد وهو "المرحلة الثانية لعمليات مقاومة الاحتلال"، حيث أعلنت استهداف محطة الكهرباء في مطار حيفا بالطيران المسيّر.
  3. مع بداية شهر مارس 2024 كان لافتاً استخدام المقاومة الإسلامية بالعراق لمصطلح "في أراضينا المحتلة"، عند تبني عمليات ضد أهداف إسرائيلية في فلسطين.
  4. مع بداية ما أطلق عليه اسم "المرحلة الثانية" أصدرت المقاومة الإسلامية في العراق، بياناً مفاجئاً قالت فيه إنها تهدف تحقيق هدفين، هما: تحرير العراق من الاحتلال الأمريكي، ودعم فلسطين في معركتها المقدسة.
وأوضح البيان الموقف من الهدنة في غزة، حيث قال: "إن العمليات ضد مستعمرات الكيان الصهيوني ستستمر حتى إعلان الهدنة في غزة والتزام الكيان الغاصب بها"، مؤكدة أن مقاتليها سيبقون على جهوزية تامة، وإذا عادت "إسرائيل" إلى الجرائم فستعود العمليات ضدها.

لماذا الاسم العام؟

يرى مراقبون وتقارير إعلامية متعددة أن الفصائل المسلحة العراقية عمدت لاستخدام مسمى "المقاومة الإسلامية في العراق" بهدف "حفظ خط الرجعة" إذا صح التعبير، أي توفير هامش يسمح بإنكار هذه العمليات في أي وقت، إضافة لعدم إمكانية تحديد الجهة المسؤولة عن العملية بدقة.

بينما ينظر مؤيدو إيران وفصائلها المسلحة في الشرق الأوسط إلى أن استخدام المصطلح إيجابي، لأنه يعكس حالة من الوحدة والائتلاف بين الفصائل في الأهداف والرؤى.

خاتمة: تتباين المواقف بشأن "المقاومة الإسلامية في العراق"، فالبعض يراها "وكيل إيران في المنطقة" أو "ذراع إيران في العراق وسوريا"، وبعض آخر يصنفها بأنها "ضمن محور المقاومة" الممتد بين إيران وسوريا وحزب الله والحوثيين وفصائل فلسطينية مثل الجهاد الإسلامي وحماس، وآخرون يرون أنها "فصائل شيعية مدعومة إيرانياً".

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال